لماذا يخسر مستثمرو البورصة ؟....
Published by Ahmed Sayem under اقتصاد on 5:01 مبين حالة انتحار أول مستثمر في البورصة بإلقاء نفسه من شرفة إحدي شركات السمسرة بعد خسارته في سهم مدينة الإنتاج الإعلامي وحالة محاولة قتل أحد المستثمرين لزوجته وأولاده بإلقائهم من الدور الرابع.. سنوات من التعرف بين مستثمري الأسهم والبورصة في مصر ظن البعض أن التعارف بلغ مستوي الألفة وأن المستثمر المصري اصبح محترفا ويعرف من أين تؤكل الكتف ولكن تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن وتتوالي الحوادث في طبقات مختلفة ولأن المال هو موضوع الخلاف والخسارة هي النتيجة, فرد الفعل لايختلف كثيرا بين المهندس المثقف الذي أودي بحياة أسرته ولحق بهم والجواهرجي الذي حاول فعل نفس العمل انتقاما من زوجته التي دلته علي الاستثمارات, فكانت النتيجة خسارته600 ألف جنيه والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه القضايا: لماذ يخسر المستثمر في البورصة ؟! والإجابة كمايقولها عيسي فتحي خبير الاستثمار لأنه لايحدد هدفا واضحا من الاستثمار فالقواعد العامة للتعامل مع البورصة تشير الي ضرورة ان يكون للمستثمر هدف مالي إذا حصل عليه يخرج وينهي علاقته بأسهم قطاع معين ويدخل في قطاع آخر ويضع نفس الشروط والأهداف نصب عينيه, وأضاف فتحي أن مايعيب المستثمر المصري عنصران أساسيان هما الخوف من مزيد من الخسارة في حالة تراجع الأسهم ولذلك يسارع بالبيع حتي وان كانت الخسائر هي النتيجة والطمع في مزيد من المكاسب في حالة ارتفاع سوق الأسهم, لذلك يسارع بالشراء حتي وان كان السعر غير مبرر مما يسهل خسارته حتي وان بدأت بمكاسب وهو مايفسر الحوادث الأخيرة التي تصب في حالة عدم الخبرة الكافية بأصول الاستثمار بالبورصة. هذه الأصول كما يشرحها حسام شملة محلل مالي تتركز علي معرفة حقيقية لأصول الاستثمار فالمستثمر عليه أن يدخل البورصة بفائض أمواله ليس بكل أمواله فالاستثمار هو الوجه الآخر للادخار الذي يعني توفير الزائد علي حاجة الفرد لتوظيفه بشكل أو بآخر في مجالات أخري مثل البورصة أو دخول مشروعات أو شراء ذهب أو أي نوع من أنواع الاستثمار, الأمر الذي يجعلنا بداية نشعر بالأمان في حالة خسارة هذا المبلغ لأنه الفائض عن الدخل وليس كل الدخل, أما مايحدث في البورصة المصرية فإنه العكس فعندما تنتعش الأسهم يهرول البعض نحو البورصة ويبيع مالديه للدخول في البورصة وهي في النهاية سوق تحتمل فيها المكاسب والخسائر علي السواء.
ويتفق معه في الرأي مصطفي بدرة- خبير استثمارـ مؤكدا أن المعرفة بأدوات الاستثمار المتاحة في البورصة تقلل من احتمالية الخسائر الفادحة لأنها متنوعة فهناك أسهم وسندات وصناديق استثمار وهي أدوات مختلفة اذا ماوزعت فيها الاستثمارات سوف يكون لها أثر إيجابي علي الحالة المالية للمستثمر من جهة وحركة استثماراته من جهة أخري, مضيفا ان البورصة ليست سوقا للمكاسب فقط وانما هي سوق تدخل فيها عناصر مختلفة بين المكسب والخسارة والعائد علي الأسهم لايقتصر فقط علي حصيلة بيع الأسهم وإنما يدخل ايضا في عائد الكوبونات المنصرفة سنويا علي الأسهم المتداولة بالبورصة ووثائق صناديق الاستثمار وفوائد السندات.
واذا كانت آراء الخبراء العاملين في سوق المال والمتعاملين مع المستثمرين تري أن المستثمر علي خطأ فإن البورصة المصرية تراه دوما علي حق وتهتم به, حيث أصدرت دوريات توعية للمستثمرين. اذا ماقرأها أي مستثمر قبل دخوله سوق الأسهم سوف يعرف حقوقه وواجباته وأساسيات الاستثمار بالأسهم وقد أكدت إحدي الدوريات أهمية ألايتم الاستثمار الا في حدود الأموال التي تفيض علي حاجة المستثمر مع الاحتفاظ بأموال سائلة تكفي المستثمر من3 الي6 شهور حتي اذا تعرض لموقف طاريء أو احتياج شديد للسيولة النقدية لايضطر الي تسييل أسهمه وبيعها دون تحقيق أرباح, ايضا فإن الاستثمار علي المدي البعيد يجب ان يكون الغرض الأساسي لدخول البورصة لأن التفكير في المدي القصير سوف يؤثر بالسلب علي استثمارات المستثمر, كذلك تحديد مبلغ دوري للاستثمار لأن هذه الاستراتيجية الحكيمة تجعل تقلبات السوق في صالح المستثمر, بالاضافة الي تجنب وضع الاستثمارات في مجال واحد لأن التنويع هو أفضل لتقليل مخاطر الاستثمار عند تراجع اسعار الأسهم وذلك من خلال الاستثمار في أسهم قطاعات مختلفة والتنويع ايضا في صناديق الاستثمار.
نصائح كثيرة وإرشادات لايقرأها المستثمرون والا ماوقعت حوادث الخسائر الهائلة التي تتبعها جرائم القتل والانتحار.
تقرير: نهلة أبو العز
الاهرام الاقتصادى
0 التعليقات:
إرسال تعليق